اختلف المؤرخون حول أصول طارق بن زياد، فمنهم من قال أنَّه عربي كابن خلكان والزركلي و المقري التلمساني ، ومنهم من قال أنَّه أفريقي بربري كابن عذاري، وآخرون قالوا أنَّه فارسي، بينما ترجح موسوعة كامبريدج الإسلاميَّة أصوله العربية.[6] وهذا ماذهب إليه أيضاً المؤرخ الإيطالي باولو جيوفيو .
كذلك اختلف المؤرخون حول نهاية هذا الرجل وكيف كانت، ومن المعروف أنَّه عاد إلى دمشق بصحبة موسى بن نصير بعد أن استدعاهما الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقيل أنَّ سبب ذلك هو خلافٌ وقع بينهما واحتدّ، وفي جميع الأحوال فقد عُزل كلٌ منهما عن منصبه، وأمضى طارق بن زياد أواخر أيَّامه في دمشق إلى أن وافته المنيَّة سنة 720م.
ترك طارق بن زياد إرثًا كبيرًا بعد وفاته تمثَّل ببقاء شبه الجزيرة الأيبيريَّة تحت حكم المسلمين زهاء 8 قرون، وفي وقتٍ لاحق خلال القرن العشرين أُطلق اسمه على عدد من المواقع في البلدان الإسلاميَّة وبالأخص في المغرب العربي.
شخصيته
يُشير عدد من الباحثين والمؤرخين المسلمين مثل الدكتور عبد الحليم عويس والدكتور راغب السرجاني إلى أنَّ طارق بن زياد كان إنسانًا متواضعًا راضيًا وقنوعًا، تجلَّت إنسانيَّته في الكثير من المواقف البارزة. فقد رضي على الدوام أن يكون الرجل الثاني بعد موسى بن نصير، ولم تظهر منه أي علامة صراع من أجل الدنيا، و«كان بربريًّا عربيًّا مسلمًا مثاليًّا»،[46] أي كان الإسلام قوميَّته وكان المسلمون على اختلاف قوميَّاتهم شعبه. كما أشار هؤلاء إلى أنَّ طارق بن زياد كان وفيًّا لكل من وقف معه، ولم ينكث عهده أبدًا، وأنَّ له فضلٌ كبير على اليهود الأيبيريّين، فقد كان القوط قد أصدروا أمرًا بتنصير، أو تعميد كل أبناء اليهود الذين يصلون إلى سن السابعة، كما أصدروا أمرًا بمصادرة أملاك اليهود بعد اكتشافهم لمؤامرة يهودية، ولهذا كان فتحه للأندلس إنقاذًا لليهود.[46] كما عُرف أنَّه أعاد للأمراء أملاكهم التي كانت لهم، وهي التي سميت بصفايا الملوك، كما كان صادقًا في عهود الأمان التي أعطاها لبعض المدن، حتى ولو كان أهل هذه المدن قد حصلوا عليها بنوع من الحيلة، فلم ينكث عهده معهم مع ذلك، اعتمادًا على أن في الحرب من الخدعة ما تقرُّه كل القوانين
ميراثه
جبل طارق الذي سمي نسبة لطارق بن زياد
تعليقات
إرسال تعليق