أشكال الإنقلاب #
بعد انضمامه للجيش الليبي كوّن القذافي مجموعة الضباط الوحدويين الأحرار، ولعب الملازم القذافي دوراً جوهرياً في الإنقلاب على الحكم السنوسي ذي الملكية الدستورية في ليبيا في الأول من سبتمبر/أيلول 1969 وأطاح بحكم الملك إدريس الأول.، سمى انقلابه بثورة الفاتح من سبتمبر وحكم ليبيا وهو شاب دون الثلاثين من العمر وأعلن الجمهورية في ليبيا. أطلق على نفسه لقب قائد الثورة وشغل منصب رئيس مجلس قيادة الثورة حتى عام 1977 حين أعلن ليبيا أول جماهيرية في العالم وقدم نظام الحكم الجماهيري الجديد. كما كان يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ سنة 1969.
كانت حكومة الملك إدريس لا تحظى بشعبية مع أواخر الستينات، بل كان النظام الاتحادي مركزي في ليبيا للإستفادة من الثروة النفطية في البلاد، مما أدى إلى تفاقم الإنقسامات الإقليمية والقبلية التقليدية.[24]. تزايدت شعبية القومية العربية في البلدان المحيطة، واندلعت احتجاجات في أعقاب نكسة 1967 مصر في حرب الستة أيام ضد إسرائيل؛ متحالفة مع القوى الغربية، كان ينظر إلى إدارة إدريس موالية لإسرائيل. اندلعت أعمال الشغب المناهضة للغرب في طرابلس وبنغازي، في حين عمل العمال الليبييون على إغلاق محطات النفط تضامناً مع مصر. بحلول عام 1969، كانت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية تتوقع انشقاقات في قطاعات القوات المسلحة في ليبيا وإطلاق انقلاب. وبدا أنهم كانوا يعرفون تحركات حركة الضباط الأحرار الليبية، فقد ادعوا الجهل، وقالوا أنهم كانوا يراقبون جماعة الأحذية السود الثورية.
في منتصف عام 1969، سافر إدريس إلى الخارج لقضاء الصيف في تركيا واليونان. الضباط الأحرار والقذافي رأو في ذلك فرصتهم لإسقاط النظام الملكي، وبدء عملية القدس. في 1 سبتمبر، احتلوا المطارات ومستودعات الشرطة، ومحطات الإذاعة والمكاتب الحكومية في طرابلس وبنغازي. سيطر القذافي على ثكنة البركة في بنغازي، في حين احتل البقية في طرابلس الثكنات وسيطر جلعود على البطاريات المضادة للطائرات في المدينة. تم إرسال الخويلدي الحميدي لاعتقال ولي العهد السيد حسن الرضا المهدي السنوسي وأجبره على التخلي في دعواه إلى العرش. لم يُبد أية مقاومة، ولم يستعمل العنف إلا قليلاً.
بعد إلغاء النظام الملكي ، أعلن القذافي الجمهورية العربية الليبية مخاطباً الجماهير عن طريق الإذاعة، أعلن نهاية ل نظام الرجعية الفاسدة. ونظراً ل طبيعة الإنقلاب غير الدموي ، وصفت في البداية بالثورة البيضاء، وتم تغيير اسمها فيما بعد بثورة الفاتح. أصر القذافي أن انقلاب الضباط الأحرار ما هي إلا ثورة، بمناسبة بدء التغيير في الطبيعة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في ليبيا. وأعلن أن الثورة تعني حرية، اشتراكية، وحدة وطنية، وعلى مدى السنوات القادمة أجريت التدابير لتحقيقه وتنفيذه.
__________________________________________________________
بعد تسلمه زمام السلطة أمر على الفور بإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية، بما في ذلك قاعدة هويلوس الجوية[25]. صرح القذافي للمسؤولين الغربيين بأن شركاتهم ستقفل وسيطردون من الاستثمار بحقول النفط في ليبيا ما لم يشاركوا بالمزيد من العائدات. امتثلت شركات النفط للطلب، وزادت حصة ليبيا من 50 إلى 79 في المئة. في كانون الأول من عام 1969، أحبطت المخابرات المصرية انقلاب مخطط له ضد القذافي من كبار أعضاء قيادته. وكان العديد من المنشقين قد أحدثوا نمواً غير مستقر مع علاقته المتنامية بمصر.
نهى القذافي عن بيع الكحول وغير التقويم الميلادي، وذلك بإعادة تسمية جدول الشهور، فمن أغسطس، التي سميت باسم أغسطس قيصر، إلى هانيبال، ويوليو تموز، التي سميت باسم يوليوس قيصر، إلى ناصر، نسبة إلى جمال عبد الناصر.[26] قراره التخلي عن التقويم الهجري والميلادي، وتبني تقويم جديد وفريد لليبيا يبدأ من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتماد تسميات مختلفة عما هو سائد. في عام 1970، طرد القذافي المستوطنين الإيطاليين الباقين من ليبيا، وشدد على ما اعتبره معركة بين القومية العربية والإمبريالية الغربية. وقال انه يعارض جهاراً الصهيونية وإسرائيل، وطرد الجالية اليهودية من ليبيا. وعين المقربين والأصدقاء في مواقع السلطة، وكان هؤلاء القريبين من القذافي يصنعون ثروات كبيرة من عائدات النفط. في أوائل السبعينات من القرن الماضي، أنشأ القذافي اللجان الثورية كقنوات لرفع مستوى الوعي السياسي، وذلك بهدف المشاركة السياسية المباشرة من قبل الليبيين بدلاً من النظام التقليدي القائم على ممثل الحزب.
رجل حقيقي
ردحذف